1. حقن الدهون في المفصل ( وقد تخلف المسميات من مركز لآخر إلا أن مبدؤها يعتمد على حقن الدهون بشكل مباشر): هي طريقة تعتمد على استخلاص كمية من الدهون من جدار البطن لنفس المريض، ثم تنظيف الدهون من الدم والشوائب الأخرى، ومن ثم حقنها مباشرة في المفصل. هذا الإجراء عادة يستغرق حوالي 60 دقيقة وقد تقل أو تزيد بشكل بسيط. وتعتمد هذه الطريقة على مبدأ أن الدهون هي مزلقة ومشحمّة للمفصل، وبما أن الدهون تحتوي على خلايا جذعية، فهي تحفز عملية التجديد للأنسجة المتضررة في المفصل. وهذا الإجراء بشكل عام هو بسيط وقليل التكلفة نسبياً. وظهر هذا الإجراء مؤخراً حيث أن الدراسات والبحوثات العلمية على هذا التطبيق لا تزال حديثة مقارنة بطريقة حقن المركب النسيجي الوعائي الغني بالخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية التي بدأت الدراسات عليها منذ عام 2001، إلا أن هناك العديد من المراكز حول العالم التي بدأت بتطبيق هذا الإجراء ومنها بعض الدول العربية وقد تتفاوت نتائج كل مركز حسب كفاءة وجودة وأسلوب التقنية المطبّقة في حقن الدهون وحسب إختيار المريض المناسب لها. وتم تطوير هذه الطريقة ليكون هناك خيار آخر لطريقة حقن المركب النسيجي الوعائي الغني بالخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية، وذلك لقلة الوقت المستغرق لعملها ولقلة تكاليفها مقارنة بحقن المركب النسيجي الوعائي والذي نشرح طريقته بشكل موجز كما يلي.
2. حقن المركب النسيجي الوعائي الغني بالخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية (أو ما يسمى بـ Stromal Vascular Fraction – SVF): تعتمد هذه الطريقة على استخلاص كمية من الدهون من جدار البطن لنفس المريض، ثم العمل على عزل وتنقية المركب النسيجي الوعائي من النسيج الدهني، وهذا المركب النسيجي الوعائي غني بالخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية الوسيطية (MSCs) مقارنة بالطريقة الأولى عبر حقن الدهون في المفصل. إلا أن هذا الإجراء يحتاج إلى ساعات عديدة للتحضير، كما وأنه يتم تطبيق هذا الإجراء عبر عدة جلسات تشمل حقن المركب النسيجي الوعائي الغني بالخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية وعوامل النمو المحفزة والمنشطة للخلايا الجذعية التابعة لحقن المركب النسيجي الوعائي، لذا فهو برنامج علاجي تتراوح مدته ما بين 10 أيام إلى 12 يوم، وكلفته أكثر من طريقة حقن الدهون مباشرة في المفصل.
والفرق بين الطريقتين -في الوقت الحالي- يتمثل في وجود دراسات علمية أكثر وتطبيقات أكثر لطريقة حقن المركب النسيجي الوعائي الغني بالخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية، كما أن هناك درسات علمية تقارن بين الطريقتين عبر تحليل كل عينة من هذين النوعين، حيث بينت هذه الدراسات أن طريقة حقن المركب النسيجي الوعائي الغني بالخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية في المفصل تحتوي على عدد أكبر من الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية وأن قابليتها للتحول لخلايا متخصصة (مثل خلايا غضروفية وخلايا أنسجة ضامة) أكبر وأن عدد الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية النشطة والقابلة للحياة والتكاثر أكثر من طريقة حقن الدهون مباشرة في المفصل. إلا أن ظهور طريقة حقن الدهون في المفصل يعتبر خيار آخر مختلف عن طريقة حقن المركب النسيجي الوعائي الغني بالخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية لما لها من مميزات تتمثل بقلة الوقت التكاليف لتشمل شريحة أكبر من المجتمع، لذا يُنصح بإتباع هذه الطريقة من حقن الدهون في المفصل لغير القادرين على إتباع البرنامج العلاجي عبر حقن المركب النسيجي الوعائي الغني بالخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية SVF، وذلك أيضاً يعتمد حسب حالة المريض ووضعه الصحي.
وبشكل عام، فإن هاتين الطريقتين بصورة مجملة تنتمي لمجال العلاج التجديدي والذي يختلف مبدؤه عن العلاج التقليدي من ناحية تحفيز الإلتئام والشفاء للأنسجة المتضررة، وجميعها آمنة وسليمة ومفيدة وفعّالة بإذن الله. وإنما الطريقة الثانية عبر حقن المركب النسيجي الوعائي هي أكثر تطوراً وأكثر فاعلية من ناحية النتائج ولكن يمثل الوقت الطويل لتطبيقها وزيادة تكلفتها عائقاً لشريحة كبيرة من الناس. وهناك إتجاه واضح لتوجيه جهود كبيرة لتطوير تقنية حقن الدهون في المفصل من عدة دول حول العالم ومنها بعض الجامعات ومراكز الأبحاث في بعض الدول العربية التي لها فضل كبير في تكريس جهودها لتساهم في تطوير هذا المجال. فالعلاج التجديدي هو ثورة في مجال علاج أمراض العظام والمفاصل، وتعطي المرضى أملاً جديداً بإتباع العلاج التجديدي بدلاً عن الطرق التقليدية، مع قيام المريض بإستشارة طبيبه مسبقاً عن إمكانية إتباعه للعلاج التجديدي حسب وضعه الصحي ووضعه العام بما يناسب حالته.
مؤكدين على أن حجر الأساس في نجاح أي طريقة من العلاج التجديدي تعتمد على إختيار طريقة العلاج المناسبة للمريض المناسب بشكل سليم ودقيق!