المدونات

قمت بحقن البلازما للمفصل ولكنها فشلت فما الحل؟ - الدكتور نزار الصلاحات

 قمت بحقن البلازما للمفصل ولكنها فشلت فما الحل؟

البلازما الغنية بالصفيحات الدموية (أو ما يسمى بـ PRP) أصبحت معروفة جداً ويتم إستخدامها بشكل شائع في مجال جراحة العظام والمفاصل. ورأينا العديد الرياضيين والمحترفين الذين اتبعوا هذه الحقن بشكل متكرر والتي ساعدتهم في التعافي من اصاباتهم بشكل أسرع، مما أعطى البلازما الغنية بالصفيحات الدموية شهرة كبيرة في تطبيقاتها حول العالم. لكن، هناك إنطباع من بعض المرضى أن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية ليست مجدية، وأنه تم حقن البلازما لهم في المفصل لكن لم يستفيدوا ولم يشعروا بالتحسن. فلماذا يحدث ذلك؟ للإجابة على هذا السؤال سنتطرق لشرح الجوانب التالية:

ما هي البلازما الغنية بالصفيحات الدموية؟

هي عبارة عن كمية مركزّة من الصفائح الدموية والموجودة في دم الشخص نفسه. وهذه الصفائح الموجودة في الدم تعمل على تخثر الدم وتفرز عوامل نمو تحفز عملية الإلتئام والإصلاح (كما يحصل عندما يحدث جرح في الجلد). هذه الصفيحات موجودة في دم الإنسان بتركيز معين، وعندما يتم إستخلاصها من الدم وتركيزها بدرجات مضاعفة بشكل كبير، فهذه هي البلازما الغنية بالصفيحات الدموية.

وما يجب على المريض فهمه أن مدى تركيز ومضاعفة عدد الصفائح الدموية في البلازما هو عامل مهم لزيادة كفاءة ونتيجة نجاح هذا الإجراء. معظم من يقوم بتحضير وحقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية -مع الأسف- كل ما يعرفه هو شيئين فقط: 1.أين يتم وضع عينه الدم؟ 2.أين زر تشغيل الجهاز؟ وكهذا انتهى تحضير البلازما في الجهاز الأوتوماتيكي ذو التكلفة الزهيدة… ومعظم من يتبع بهذه الطريقة لا يقوم بعمل بحوثات ودراسات على تركيز الصفائح في البلازما وماهي عوامل النمو الفعالة في الصفائح وكيف تتم افرازاتها وماهي فعاليتها في الأنواع المختلفة من الحالات… كل هذه الأسئلة لن تجد لها إجابات عند من يقوم بتحضير البلازما بالطريقة المذكورة أعلاه….! كما أنه -ومع الأسف- يتم أخبار معظم المرضى أنه سيتم حقنهم “بالخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية” وإيهام المرضى أنها حقنة خلايا جذعية مستخلصة من الدم، وإخفاء حقيقة أنها حقنة البلازما الغنية بالصفيحات الدموية ذات تركيز ضعيف!

فيديو توضيحي يبين الفرق بين البلازما والخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية

ماهي الحالات المثالية التي تستفيد من البلازما الغنية بالصفيحات الدموية بشكل كبير؟

  1. إلتهاب الأوتار: حالات ألتهاب الأوتار أو تنكس الوتر تعتبر هي الحالات الأمثل لحقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية.
  2. التمزق الجزئي البسيط للأوتار والأربطة.
  3. الخشونة: حالات خشونة المفاصل المبكرة جداً منها.

لماذا قد تفشل البلازما الغنية بالصفيحات الدموية لعلاج المريض؟

حسب خبرتنا المكثفة في الأبحاث والتطبيقات السريرية، من أكبر أسباب فشل البلازما الغنية بالصفيحات الدموية هو تطبيقها الخاطئ، أي حين يتم إستخدامها لعلاج المشكلة الخطأ! على سبيل المثال: البلازما قد تعطي نتائج جيدة وملموسة في حالات الخشونة المبكرة جداً، ولكن تفشل بشكل كبير عند حقنها لحالات الخشونة المتوسطة والشديدة. فمن غير المنطق أن يتم إعطاء المريض الأمل في التحسن الجيد بعد حقن البلازما لعلاج المشكلة الخطأ، ثم يتم وضع اللوم على البلازما الغنية بالصفيحات الدموية أنها طريقة فاشلة لعلاج وتحسين حالة المريض!

ومن أهم الجوانب التي يجب أن يناقشها المريض مع طبيبه، هي نسبة تركيز الصفائح الدموية في البلازما. فلقد لاحظنا أن التركيز الأعلى للصفائح يعطي نتائج أفضل. إن معدل التركيز المتوسط لأغلب طرق تحضير البلازما الغنية بالصفيحات الدموية هو 5 إلى 7 أضعاف نسبة تركيز الصفائح الموجودة في دم الإنسان، ونسبة التركيز هذه تعطي نتائج متواضعة. حيث أن بحوثاتنا المخبرية بينت أن النسبة المثالية والتي تعطي نتائج ممتازة هي 15 إلى 20 ضعف. وهذه نسبة عالية ولا يمكن تحضيرها عبر الطريقة المذكورة أعلاه بإستخدام الأجهزة الأوتوماتيكية ذات التكلفة الزهيدة، ولا تتوقع نسبة تحسن ممتازة لحالتك عندما يتم حقنك بنسبة تركيز ضعيفة من الصفائح الدموية! إن نسبة التركيز عامل مهم جداً لتحسين النتائج خاصة للمرضى الكبار في العمر (وهم الشريحة الأكبر من المرضى) حيث أن نسبة تركيز الصفائح الدموية في دم المرضى الكبار في العمر أقل من المرضى ذو الأعمار المتوسطة والشباب.

هناك مشاكل أخرى تعتبر متقدمة أو شديدة نسبياً والتي بينت الدراسات أنها فاعلية البلازما تعتبر متوضعة جداً بل وقد تكون معدومة. مثل حالات التمزق الشديد للأوتار والأربطة. هذه الحالات قد تستجيب لحقن الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية الذاتية والتي تعطي نتائج أفضل بكثير من البلازما الغنية بالصفيحات الدموية. أما إذا كانت الحالة متفاقمة جداً فقد تحتاج إلى تدخل جراحي.

فشل البلازما الغنية بالصفيحات الدموية أيضاً قد يعود إلى طريقة التحضير والتطبيق الخاطئة من قبل البعض من ذوي الخبرة المتواضعة. حيث أن هناك من يقوم بحقن بعض المواد المخدرة في المفصل بنفس وقت حقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية. وهذه المواد تبطل مفعول جزء كبير من عوامل النمو التي تفرزها الصفائح الدموية.

الخلاصة

البلازما الغنية بالصفيحات الدموية تعتبر طريقة ممتازة للتعامل مع العديد من الحالات ولها نتائج ملموسة عند تطبيقها لعلاج المشاكل الصحيحة والمناسبة! لذا إختيار المريض الصحيح والحالة المناسبة هو عامل مهم لا يمكن تجاهله.

ومثل أي إجراء طبي، حقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية ممكن أن يفشل. لكن تحري المركز الأكثر خبرة في تطبيقاتها والأخذ بعين الإعتبار الجوانب المذكورة أعلاه يعتبر جزء مهم للإستفادة القصوى من هذه التقنية. أما الحالات التي فشلت في علاجها البلازما الغنية بالصفيحات الدموية وذلك لأنها حالات شديدة ومتقدمة، فخذ بعين الإعتبار إتباع العلاج التجديدي عبر حقن الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية الذاتية والذي يعطي نتائج أكبر من البلازما الغنية بالصفيحات الدموية