المدونات

هل تعاني من ألم المفاصل عند تغير الجو - الدكتور نزار الصلاحات

هل تعاني من ألم المفاصل عند تغير الجو

عندما تمتلئ السماء بالغيوم ونسمع أخبار الطقس الجوي عن توقعات هطول الأمطار، هذه العلامات التي تعطينا إشارات لتغير الجو في كل يوم. لكن بعض الأشخاص يستبق هذه الإشارات ويتنبئ بتغير الجو من خلال الألم في المفاصل. هل أنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من ألم المفاصل عند تغير الجو مثل الشعور بالحرقة في مفصل الركبة أو ألم في الكتف أو تصلب في الورك؟ يقول البعض أن هذه مجرد خرافة -أو صدفة-، لكن دراسة جديدة -لا زالت قيد التطوير- تبين أنه بالفعل هناك علاقة بين تغيرات الجو وألم المفاصل.

إعتمدت دراسة “ألم المفاصل عند تغير الجو” على تكنولوجيا الهواتف الذكية

إستهلت جامعة مانشستر في بريطانيا هذه الدراسة وذلك بإستخدام تطبيق خاص عبر الهواتف الذكية ليقوم الأشخاص بتسجيل معدل الألم لديهم بشكل دوري، بينما يسجل التطبيق ذلك مع بيانات الطقس في ذلك اليوم. ومنذ إنطلاق هذا التطبيق وحتى الأن يتم تسجيل بيانات أكثر من 9000 شخص. بُنيت هذه الدراسة على إفتراضية وجود علاقة بين تغيرات الجو وبين ألم المفاصل، والنتائج الحالية تبين وجود إرتباط متناسق بين الألم والمطر وضعف أشعة الشمس.

العديد من الأشخاص حول العالم يعانون من ألم المفاصل المزمن والذي قد يصعب علاجه. فماذا تعني هذه الدراسة خاصة إذا كنت من الأشخاص الذين يتعرضون لهجمات الألم عند تغير الجو؟ هذا يعني أنه يمكنك العمل على استباقية التعامل مع المشكلة عبر زيادة نشاطاتك في هذه الفترة من السنة (موسم
الشتاء أو موسم الأمطار). من جانب آخر، دعونا نناقش ما لا ننصح بعمله لحل هذه المشكلة.

جوانب لا يُنصح بإتباعها لعلاج الألم عند تغير الجو

أولها هي العقاقير! هذه الأدوية والعقاقير والمسكنات في الحقيقة هي ترفع نسبة إدمانك عليها خاصة وأن العديد من الأشخاص يسئ إستخدامها. وحيث أن العقاقير من أول ما يطرأ في ذهن الشخص الذي يعاني من الألم، لذا نسبة الإعتماد عليها تزداد مع زيادة استخدامك لها. لذا الإدمان عليها قد يكون جسدياً و “نفسياً”.

ثانياً مضادات الإلتهاب، مثل سيليبركس و موبيك وغيرها، وهي في الحقيقة لا تقل خطورة عما سبق. مضادات الإلتهاب هذه تحمل جوانب سلبية وآثار جانبية خطيرة. بينت دراسة حديثة أثارت جدلاً واسعاً أن مضادات الإلتهاب اللاستيرويدية (NSAID’s) تزيد من خطورة الإصابة بأمراض القلب بنسبة خطيرة جداً! ولا ننسى أنه بعد سنوات عديدة من إعتماد وتصريح هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لمضادات الإلتهاب اللاستيرودية وصرفها للملايين من المرضى، تم مؤخراً نشر رسالة تحذير من هيئة الغذاء والدواء نفسها أن هذه الأدوية تسبب أمراض القلب والجلطة والموت المفاجئ.

إذن مالذي يمكن عمله للتعامل مع هذا الألم المزمن؟ معظم حالات ألم المفاصل المزمن هي بسبب إلتهاب المفاصل المزمن، لذا فإن السيطرة على الإلتهاب هي نقطة بداية للسيطرة على الألم. وهي كافية لإبعاد المرضى من الألم ومن العقاقير التي تسبب الإدمان. كيف يمكننا التحكم الإلتهابات؟

  1. توقف عن أكل السكر والكاربوهيدرات والزيوت المسببة للإلتهاب (مثل الزيت النباتي). إن جسم معظم الأشخاص يعيش في مرحلة مستمرة من الإلتهاب جراء التغذية والحمية السيئة. هذه نقطة رئيسية للبدء بالسيطرة على الإلتهابات.
  2. ممارسة الرياضة بشكل دوري ومناسب.
  3. المكملات الغذائية مثل زيت السمك والجلوكوزامين والكوندروتين تعتبر طريقة طبيعية لمحاربة الإلتهاب وبدون مخاطر الإدمان أو الآثار الجانبية.

الخلاصة

لا تتعلق بالعقاقير والأدوية ومضادات الإلتهاب كلما شعرت بتغير الجو الذي يجعلك تشكو من ألم في مفاصلك. تخلص من هذه العادة والتي قد تجلب لك مخاطر عديدة. وإعمل على تغيير طبيعة حياتك وعاداتك ومارس الرياضة بشكل دوري وإتبع الجوانب التي تقيك من الألم والإلتهاب بشكل طبيعي لحل المشكلة. إبدأ اليوم