المدونات

تاريخ الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية لعلاج المفاصل - الدكتور نزار الصلاحات

تاريخ الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية لعلاج المفاصل

أول مرة ظهر مصطلح “الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية” في الدراسات العلمية كان في عام 1868 بواسطة العالم الألماني إيرنست هيكيل. فالدراسات والبحوثات على الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية كانت منذ زمن بعيد. وأما بالنسبة لما يتعلق بتاريخ الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية لعلاج المفاصل واستخداماتها وتطبيقاتها في المفاصل -وهذا ما سنتطرق له هنا خصيصاً بحكم تخصصنا في هذا المجال-، فلقد كانت بداية الدراسات والبحوثات على الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية لعلاج المفاصل في نهايات الستينيات من القرن الماضي. حيث قام العالم الدكتور فريدينستاين بوصف الخلايا المشابهة للخلايا الليفية اليافعة، والتي قام بإستخلاصها من نخاع عظم الفأر ومكاثرتها مخبرياً، لتتحول إلى خلايا عظمية وخلايا غضروفية وعضلية وغيرها من خلايا الأنسجة الرخوة.

بداية تطبيق الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية لعلاج المفاصل على الإنسان

واستمرت البحوثات حتى عام 1991، قام الباحث الدكتور كابلان بتسمية هذه الخلايا بالخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية الوسيطة الذاتية (autologous mesenchymal stem cells)، وبين في دراسته كيفية تمايز وإنقسام هذه الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية الذاتية لتعمل على تعويض وإعادة ترميم الأنسجة المتضررة مثل العظام والغضاريف.

وحتى عام 1998، بدأت أول دراسة تطبيقية لإستخدام الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية لعلاج المفاصل، وهدفت إلى معرفة مدى سلامة وفعالية حقن الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية لعلاج المفاصل، وتمت متابعة المرضى لأكثر من 11 سنة، وأثبتت هذه الدراسة سلامة وفعالية استخدام الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعيةالذاتية في علاج أمراض المفاصل. تجد في هذا الرابط فيديو يبين مدى سلامة حقن الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية الذاتية لعلاج المفاصل.

ثم بعد ذلك تم نشر العديد من الدراسات، وتم اكتشاف استخلاص الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية الذاتية من النسيج الدهني والذي يعتبر مصدر غني بالخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية. ومن الجدير بالذكر، أنه حتى عام 2009، قامت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية بإعتماد استخدام الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية الذاتية التي يتم استخلاصها وحقنها لنفس المريض، وبدون مكاثرة مخبرية، لأن هذا النوع من الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية أثبت أنه برنامج علاجي آمن وفعّال.

وفي عام 2012 قام الدكتور نزار الصلاحات بإضافة خاصة لهذا البرنامج العلاجي، عبر تطوير تقنية التنظير المتبوع بحقن الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية، والتي تدمج بين جراحة العظام والمفاصل مع العلاج التجديدي، وتهدف إلى إعطاء نتائج تحسن أكبر وأسرع لمرضى خشونة المفاصل في المراحل المتوسطة، وتعطي نتائج أفضل للمرضى الرياضيين المتعرضين لإصابات رياضية ولبعض الحالات الخاصة من خشونة المفاصل.

وحتى عامنا هذا، تم نشر العديد من الدراسات حول العالم والتي تم تطبيقها على العديد من المرضى، والتي تثبت مدى سلامة وفعالية حقن الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية الذاتية لعلاج مشاكل المفاصل. وبعد معرفة تاريخ الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية للمفاصل الحافل بالنجاح، فإن هذه التقنية ستعمل على قلب الموازين في مجال طب وجراحة العظام والمفاصل في المستقبل، وسوف تستبدل العديد من الإجراءات الجراحية التقليدية في هذا المجال