المدونات

عشرة اسباب تؤدي إلى تآكل الغضروف - الدكتور نزار الصلاحات

عشرة اسباب تؤدي إلى تآكل الغضروف

10 أسباب تؤدي إلى تآكل الغضروف

وما يمكنك عمله للوقاية منها

عادة يستفسر مرضانا عن مالذي يمكنهم عمله تجاه تآكل الغضروف. إن فهم أسباب تآكل الغضروف أولاً تساعد في كيفية الحفاظ قدر الإمكان على الغضروف من التآكل مع التقدم في العمر. لذا نذكر 10 من أهم الأسباب التي تودي إلى تآكل الغضروف:

1. السمنة – الحمل الزائد

إن الوزن الزائد يؤدي إلى زيادة الحمل على الغضروف وإلى سرعة تآكله مع الحركة والإحتكاك. والمفاصل مثل الركبة والورك يعتمد عليها الإنسان بشكل كبير للقيام بالحركة، وهي بالأصل تتحمل جهداً كبيراً بسبب ذلك، فلا تقوم بزيادة هذا الضغط والجهد!

الحل؟ خفف من وزنك! مع أن قول ذلك سهل ولكن تحقيقه ليس سهلاً. وإنما يتعذر العديد من الأشخاص بعدم قدرتهم على إنقاص الوزن بسبب عدم مقدرتهم على ممارسة الرياضة. وهذا ليس صحيح! بينت دراسات عديدة أن إنقاص الوزن يعتمد 70%على إتباع نظام غذائي صحي، وحوالي 30% على ممارسة الرياضة. فلا تجعل عدم قدرتك على ممارسة الرياضة عذراً لزيادة وزنك. إتبع نظام غذائي صحي وسليم!

2. السمنة – التفاعل البيولوجي

هل سمعت عن ما يسمى بمتلازمة الأيض؟ إن زيادة الوزن لن تعمل فقط على تآكل الغضروف عبر الضغط الزائد على المفصل، وإنما تسبب السمنة أيضاً تآكل الغضروف الهلالي للمفصل عبر التفاعل البيولوجي لهرمونات Adipokines التي تفرز من الدهون وتؤدي لتسارع تآكل الغضروف (تفاصيل على الرابط). كما أن مستوى الإنسولين في الدم يؤثر سلباً على الغضروف.

الحل؟ بينما تعمل جاهداً على إنقاص الوزن، أيضاً قلل من الكربوهيدرات والسكريات والتي تزيد مستوى الإنسولين في الدم. هناك العديد من الحميات الغذائية التي تهدف لإخفاض مستوى الإنسولين في الدم. إطلع على هذه المواقع على سبيل المثال: Zone، Atkins.

3. الإصابة

إن التعرض لإصابة في الغضروف الهلالي أو السطح الغضروفي بشكل مفاجئ، سيؤدي إلى وجود ضعف في نقطة معينة من الغضروف، ومنها يحصل خلل في وظيفة الغضروف مما يؤدي إلى تهتك هذه المنطقة المصابة حتى مع الضغط الطبيعي والحركة الطبيعية للمفصل. وللتبسيط فقط، تخيل أن زجاج سيارتك الأمامي تعرض لضربة لترى كومة صغيرة من التشققات، سترى مع مرور الوقت أن التشققات تزداد وتتوسع مع الإستخدام الطبيعي وحتى بدون تعرض الزجاج لضربة أخرى.

الحل؟ خذ بعين الإعتبار إتباع الطرق التجديدية لتدارك الحالة قبل تفاقمها، والتي تهدف لإعادة بناء وتحفيز إلتئام ونمو الجزء المتضرر من الغضروف. والتي تشمل حقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية في المفصل لحالات الإصابات البسيطة والمبكرة.

4. عدم ثبات المفصل

معظم أسباب عدم ثبات واستقرار المفصل تعود إلى إصابات الأربطة المحيطة بالمفصل، والتي ينتج عنها معدل حركة يزيد عن المعدل الطبيعي. وهذه الحركة الزائدة والغير ثابتة تضر المفصل وتسارع من تآكل الغضروف. بعض العلامات لعدم ثبات المفصل: تورم وألم في المفصل بعد عمل مجهود ما.

الحل؟ العلاج التجديدي عبر حقن الخلايا الدهنية الغنية بالخلايا الجذعية الذاتية في المفصل، أو عبر حقن البلازما الغنية بالصفيحات الدموية يساعد بشكل كبير في تحسين وضع المريض وثبات المفصل، وتم ملاحظة ذلك في صور الرنين المغناطيسي قبل وبعد الحقن مثل بعض الحالات التي تعاني من تمزق جزئي في الرباط الصليبي الأمامي والخلفي والجانبي. أما إذا كانت الحالة شديدة، فقد يحتاج المريض لتصحيح ذلك جراحياً.

5. التغذية

أنت هو ما تأكل، وما تأكل هو أنت! بينت دراسات عديدة أن الجلوكوزامين يعمل على حماية الغضروف من التآكل، وتم ملاحظة ذلك عبر صور الرنين المغناطيسي. فيتامين سي أيضاً له آثار إيجابية في الوقاية من تآكل الغضروف. فيتامين إي يعمل على حماية الخلايا الجديدة الناشئة من الموت بسبب الجهد الزائد. خاصة إذا كنت تعاني من زيادة الوزن ومن ضغط الدم، يجب عليك إتباع حمية غذائية كما تطرقنا لذلك أعلاه.

6. الأدوية

يبدو أن أكثر الأدوية شيوعاً والتي يتم حقنها في المفصل لعلاج الخشونة هي أكثرها ضرراً للغضروف، مثل حقنات مضادات الإلتهاب الستيرويدية (مثل الكورتيزون) أو الحقنات التي تحتوي على مسكنات موضعية (مثل الإبينفرين)، حيث تسبب موت الخلايا الغضروفية ( ما يعرف بـ apoptosis). إضافة إلى ذلك، مضادات الإلتهاب اللاستيرويدية (مثل سيليبركس، أليف، نابروكسين وغيرها) والتي قد تؤثر سلباً على الخلايا الغضروفية. فهناك دراسة بينت أن سيليبركس يعمل على تثبيط الخلايا الغضروفية لإفراز بروتينات تعمل على وقاية الغضروف. وهناك عدة دراسات تبين تأثيرات هذه الأدوية على الغضروف (تفاصيل على الرابط).

الحل؟ خذ بعين الإعتبار إستخدام مضادات إلتهاب طبيعية مثل زيت السمك. إتبع بعض الوصفات البديلة مثل الجلوكوسامين والكوندروتين. وإبتعد عن حقنات الكورتيزون خصيصاً!

7. التغيرات الهرمونية

من أهم الهرمونات التي لها علاقة بتآكل الغضروف هو هرمون ليبتين (Leptin). وهو الهرمون الذين يعطي الشخص الشعور بالشبع. المرضى الذين يعانون من اضطراب الاكل القهري، مستويات هرمون ليبتين لديهم مرتفعة جداً. وجود نسبة عالية من هذا الهرمون في الجسم سيجعل الجسم يفقد حساسيته لهذا الهرمون ويسبب متلازمة الأيض المذكورة أعلاه. وفقدان الجسم حساسيته لهذا الهرمون مرتبط بتآكل الغضروف (الدراسة كاملة على الرابط).

الحل؟ أنظر إلى الحل أعلاه فيما يتعلق بالحمية. أيضاً حاول قدر الإمكان تقسيم وجباتك لأجزاء أصغر من المعتاد. يمكنك بعد ذلك أن تعمل على إنقاص مستوى هذا الهرمون في الجسم وزيادة حساسية الجسم له. ومع أن الحديث التالي سنده ضعيف، إلا أنه فيه من الصحة ما يكفي لوقايتك من العديد من الأمراض {نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع}.

8. الإصابات المتكررة

إذا كان المفصل لديك سليم، فإن ممارسة الرياضة مثل الجري تحافظ على صحة المفصل والغضروف. أما إذا كانت لديك إصابة، أو عملية سابقة في المفصل، فإن ممارسة الرياضة مثل الجري أو أنواع أخرى من الرياضة العنيفة قد تسبب زيادة في نسبة تآكل الغضروف. أما أنواع الرياضة الغير عنيفة مثل المشي فهي تميل إلى العمل على حماية الغضروف.

الحل؟ إذا كانت لديك إصابة في الغضروف، قم بتغيير نوع الرياضة التي تمارسها إلى الأقل عنفاً للحفاظ على غضروف المفصل. أما إذا لم تكن تعاني من إصابة، فالرياضة تعمل على حماية المفصل والغضروف.

9. خلل في الإستقامة

مثل وجود تقوس في الساقين. ولتبسيط المبدأ، نحن جميعنا مدركين أن وجود خلل في استقامة السيارة (خلل في أذرعة السيارة) سيؤدي إلى احتكاك الإطارات بشكل غير متساوي. وهذا المنطق الفيزيائي ينطبق على جسم الإنسان أيضاً. هناك بعض الحالات التي تعاني من خلل في الإستقامة وراثياً، ولن نخص هذه الحالات هنا لأنها خارجة عن إرادة الإنسان. نخص بالذكر هنا على سبيل المثال، جزء كبير من الحالات التي يتم فيها استئصال الغضروف المتضرر بالمنظار، مما ينتج عنه وجود خلل في الإستقامة وزيادة نسبة وتسارع تآكل الغضروف في الجهة المستأصلة جزئياً، وزيادة الاحتكاك والضغط في جهة معينة من الغضروف أكثر من الجهة الأخرى.

الحل؟ بعض الحالات قد يتم عمل إجراء جراحي لتعديل الساقين (high tibial osteotomy)، وهذا الإجراء يساعد بشكل كبير في تعديل الإستقامة وتقليل الضغط على جهة معينة من الغضروف للحد من تسارع الإحتكاك على هذه الجهة. إلا أن هذه الإجراء هو من العمليات الكبرى. فهل يمكن تجنبه؟ السؤال: لماذا نقوم بإستئصال الجزء المتضرر من الغضروف جراحياً بالأصل والتسبب بخلل في الإستقامة ثم نقوم بتعديل ذلك جراحياً أيضاً؟ ربما من الممكن العمل على إعادة تجديد وبناء هذا الجزء المتضرر من الغضروف عبر تقنية العلاج التجديدي التي أثبتت قدرتها على إعادة بناء الغضروف بصور الرنين المغناطيسي والأشعة.

10. الجينات

هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الغضروف بسبب وجود خلل في الجينات. في الوقت الحالي، لا يوجد هناك أي شئ يمكن عمله تجاه هذه المسألة مع الأسف، فهي خارجة عن إرادة الإنسان، لذا تقع هذه النقطة في آخر المقال.